الاثنين، 24 أكتوبر 2011

6- الولايات المتحدة الأمريكية: قوة اقتصادية كبرى


6-                   الولايات المتحدة الأمريكية: قوة اقتصادية كبرى

          مقدمـة :
                           تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية قوة اقتصادية عالمية رغم المشاكل التي تواجهها.
                           - فما هي مؤهلات الاقتصاد الأمريكي؟
                           - وما هي مظاهر القوة الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية؟
                                 - وما المشاكل التي تواجهها؟
                       
І ـ تتعدد المؤهلات الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية:
                  1- المؤهلات الطبيعية:
                  تتميز الولايات المتحدة الأمريكية بشساعة مساحتها وتنوع تضاريسها التي تنقسم إلى ثلاث وحدات  كبرى: جبال الأبلاش، السهول الكبرى ومرتفعات الغرب.
                  يتنوع مناخ الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يمتد المناخ القاري وسط البلاد وشبه المداري بالجنوب   الشرقي، في حين يسود المناخ المحيطي بأقصى الشمال الغربي، أما بالغرب فينتشر مناخ متوسطي، بالإضافة إلى سيادة المناخ الجبلي بالمرتفعات.
                 تنتج البلاد ثروات طاقية ومعدنية مهمة ومتنوعة تحتل بها مراتب أولى على الصعيد العالمي.
                 2-  المؤهلات البشرية:
                 يبلغ عدد سكان الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 300 مليون نسمة، بنسبة تكاثر طبيعي تصل إلى 6 وأمد حياة يتجاوز 77 سنة مع غلبة الساكنة النشيطة (70%).  إذا كانت الولايات المتحدة تحتل الرتبة السادسة عالميا من حيث معدل الدخل الفردي (حوالي 38 دولار)  فإن حوالي 13% من السكان يعيشون تحت عتبة الفقر. من المميزات البشرية للولايات المتحدة الأمريكية أيضا قلة الأمية( 0,3%)، تنوع الأعراق وتوزع السكان  بشكل متفاوت حيث يتجمع معظمهم بالجهة الشمالية الشرقية بمنطقة الميغالوبوليس.
 
               3-  المؤهلات التنظيمية:
                يعتمد النظام الرأسمالي الأمريكي على رأسمالية ليبيرالية تقوم على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج والمبادرة   الفردية والمنافسة الحرة.
               من خصائص الاقتصاد الأمريكي انتشار ظاهرة التركيز الرأسمالي الذي تلعب فيه المؤسسات المالية والمقاولات    الصناعية دورا أساسيا في توجيه السياسة الاقتصادية للبلاد.
            تتميز المقاولات الأمريكية بمرونة كبيرة في توزيع الرساميل وتطوير الإنتاج والاعتماد على التقدم التقني والمساهمة 
الكبيرة في البحث العلمي.

     ІІ ـ مظاهر القوة الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية:    
           1- في المجال الفلاحي:
           تعتمد الفلاحة الأمريكية على تقنيات حديثة وعلى ملائمة الظروف الطبيعية واندماج القطاع الفلاحي مع باقي    القطاعات الاقتصادية الأخرى (الأكروبيزنس).
           تتجلى قوة الفلاحة الأمريكية في امتداد المجالات الزراعية والرعوية التي تعطي إنتاجا ضخما ومتنوعا تحتل به  الولايات المتحدة المراتب الأولى على الصعيد العالمي (الحبوب، القطن، الأرز، الحوامض وتربية الأبقار...)
          2- في المجال الصناعي:
           استفادت الصناعة الأمريكية من مخلفات الحربين العالميتين الأولى والثانية، حيث تزايد إنتاجها وامتدت يسطرتها  على معظم الأسواق العالمية، كما استفادت من توفر وتنوع المواد الأولية.
           من مظاهر القوة الصناعية للولايات المتحدة الأمريكية تعدد وتنوع المناطق الصناعية (مناطق صناعية قديمة بالشمال  وأخرى حديثة بالجنوب)، وكذا ضخامة وتنوع المنتوجات الصناعية، حيث تحتل البلاد المراتب الأولى في العالم   سواء من حيث الإنتاج أو التصدير (الحواسيب، السيارات، النسيج الاصطناعي...).  
          3- في المجال التجاري:
           ترتكز التجارة الأمريكية على شبكة ضخمة من وسائل النقل (طرق سيارة، موانئ، مطارات، سكك حديدية   قنوات، أنابيب...) وعلى سوق استهلاكية ضخمة ومحلات تجارية متعددة.    تتميز صادرات وواردات الولايات المتحدة الأمريكية بالتنوع مع هيمنة قيمة المواد المصنعة على صادراتها.
          يتعدد الشركاء التجاريين للسوق الأمريكية، حيث تتعامل البلاد مع جل بلدان العالم، إذ تمثل التجارة الأمريكية  20
% من التجارة العالمية، مع تعدد مناطق الاستثمار الخارجي المباشر وقطاعاته (صناعة، تجارة، خدمات...). 
     ІІІ ـ يواجه الاقتصاد الأمريكي عدة مشاكل:    
           - في الميدان الفلاحي:
           تؤدي كثافة الاستغلال إلى استنزاف التربة وتلوث الفرشة المائية الباطنية بسبب الاستعمال المكثف للمواد    الكيماوية.
          يعاني الإنتاج الفلاحي الأمريكي من وجود فائض كبير نتيجة تراجع الطلب على المنتوجات الأمريكية بفعل المنافسة الأجنبية بعد تحسن مستوى القطاع الفلاحي بمجموعة من الدول.
          - في الميدان الصناعي:
         
ما زالت الصناعة الأمريكية تعاني من عجز عن الاكتفاء الذاتي من المواد الأولية، حيث تعتمد على الواردات من   هذه المواد لتموين صناعتها، مما يؤدي إلى ثقل الفاتورة خاصة بالنسبة لاستيراد البترول.
           تواجه الصناعة الأمريكية (السيارات، المنسوجات الصناعية...) منافسة شرسة من طرف بعض الدول خاصة  دول جنوب شرق آسيا (الصين، اليابان، كوريا الجنوبية).
          - في الميدان التجاري:
         
أصبح الميزان التجاري الأمريكي يعرف عجزا كبيرا مستمرا بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية وارتفاع النفقات  العسكرية المرتبطة بالتدخل المباشر في مجموعة من مناطق الصراعات الإقليمية.
          - المجتمع والبيئة:
         
انتشار الفقر والبطالة خاصة بين الأقليات العرقية (20% وسط السود).
          تعدد الكوارث الطبيعية (الفيضانات، الأعاصير، التعرية المائية...)، المرتبطة بالتحولات التي يعرفها المناخ.

      خاتمـة :  
    مازالت الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر قوة اقتصادية عالمية بفعل قوة وضخامة منتوجاتها الفلاحية والصناعية وكثافة صادراتها، إلا أنها تواجه مجموعة من التحديات المرتبطة بالمنافسة الأجنبية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق