الاثنين، 24 أكتوبر 2011

4- التنمية الحضرية والريفية: أزمة المدينة والريف وأشكال التدخل


4-                  التنمية الحضرية والريفية: أزمة المدينة والريف وأشكال التدخل

          مقدمـة :
                           يعرف المجال المغربي بمدنه وقراه أزمة تمس مختلف الميادين اقتصاديا واجتماعيا وعمرانيا، مما يتطلب  إيجاد حلول للحد منها.
                           - فما هي مظاهر أزمة المدن والأرياف بالمغرب؟
                           - وما هي أشكال تدخل الدولة للحد منها؟
                       
І ـ مظاهر أزمة المدن بالمغرب والمجهودات المبذولة للتخفيف منها:
                  1- تتعدد عوامل ومظاهر أزمة المدينة المغربية:
                  ساهم احتداد الهجرة القروية والتزايد الديمغرافي للسكان في نمو ظاهرة التمدين بالمغرب، حيث تزايد عدد سكان الحواضر بسرعة كبيرة وتزايد معها عدد المدن مع اختلاف توزيعها وانحصاره بالمجال الأطلسي  والمتوسطي.   أدى ازدياد عدد سكان المدن الكبرى إلى انتشار أحياء الصفيح التي تعاني من ضعف التجهيزات العمومية  (الماء، الكهرباء، التطهير...) وانتشار الأمية وارتفاع معدل البطالة واستفحال مظاهر التهميش الاجتماعي  (التسول، أطفال الشوارع...)، كما أصبحت معظم أحياء الضواحي تعاني من تدهور الوضع البيئي بسبب   كثرة النفايات وتقلص المجال الأخضر وكثرة وسائل المواصلات...
   وضعية المدن هذه، تستمر في التردي بتزايد الهجرة وضعف تجهيزات المناطق السكنية الحديثة وعدم تطبيق قوانين التعمير.
                 2-  تتنوع أشكال التدخل لمعالجة أزمة المدينة بالمغرب:
                 - على المستوى الاقتصادي: عملت الدولة على تشجيع الاستثمارات وإحداث المقاولات والتعاونيات
                 وخاصة وسط حاملي الشهادات.
                 - على المستوى الاجتماعي: إطلاق برامج اجتماعية للحد من الفوارق الطبقية والتخفيف من حدة الفقر  مثل برامج السكن الاجتماعي وبرامج محاربة الأمية خاصة بعد إطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
                 - على المستوى التجهيزات الأساسية: وضعت الدولة برامج مهمة لإعداد مناطق صناعية حديثة ومشاريع  لتهيئة المدن وإعداد التراب الوطني وخلق مدن جديدة (تامنصورت، تامسنا..,)، وتشجيع مبادرات القطاع  الخاص في مجال التدبير المفوض.
              
     ІІ ـ أزمة الأرياف المغربية وأشكال التدخل لحلها:    
           1- مظاهر وعوامل أزمة الأرياف:
           تعاني الأرياف المغربية من أزمة حادة تتعدد مظاهرها، حيث ينتشر الفقر خاصة بالجبال والواحات نتيجة ضعف   الدخل الفردي أو انعدامه بالإضافة إلى ضعف المردود الفلاحي بسبب تعقد الوضعية العقارية للأراضي وقساوة المناخ، كما تتعرض موارد البادية للاستغلال المفرط (غابات، مراعي، مياه...) بسبب الضغط البشري وانتشار  الفقر والأمية مع ضعف كبير في التجهيزات الأساسية (شبكة الماء والكهرباء والطرق...)، مما يكرس من عزلة    الارياف.  يرجع استفحال أزمة الريف المغربي لعدة أسباب، منها: إعطاء الدولة الأولوية للمجال الحضري واستمرار الهجرة القروية وبطء تنفيذ المشاريع التنموية وتوالي سنوات الجفاف.
          2- التهيئة الريفية وسياسة إعداد التراب الوطني لمعالجة أزمة الريف:
            التهيئة الريفية هي مجموع التدخلات العمومية لتأهيل الأرياف المغربية عن طريق وضع عدة برامج اقتصادية    واجتماعية تهدف لتوفير البنيات التحتية والخدماتية واستصلاح الأراضي الزراعية والقيام بأعمال الإعداد وبناء  السدود لتحقيق توزيع أفضل للتجهيزات اللازمة للنهوض بالعالم القروي.  أعطيت الأولوية من الناحية الاجتماعية لمكافحة الفقر عن طريق برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كما  اهتمت الدولة في السنوات الأخيرة بإطلاق مشاريع كبرى في مجال التجهيزات العمومية كبرنامج تعميم الماء  الصالح للشرب وكهربة العالم القروي والبرنامج الوطني لفك العزلة عن البوادي المغربية.
           
      خاتمـة :  
تعرف المدن والقرى بالمغرب أزمات اقتصادية واجتماعية وخدماتية تعمل الدولة جاهدة للحد منها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق